fbpx

الشجاعة لحفظ القرآن الكريم كيف تكتسبها

هل بدأت من قبل فى  حفظ القرآن ثم توقفت؟
هل كنت متحمسا للبدء ثم هبطت عزيمتك؟
هل اكتفيت بمنطقة الراحة وقررت عدم المواجهة؟
.هل فكرت يوما أن هناك استراتيجيات لكى تكتسب الشجاعة لحفظ القرآن الكريم

عند نقطة معينة فإننا جميعا نتوقف ونترك اتخاذ الخطوات التى تقودنا للأمام ونجد الراحة فى الاستسلام لما تأتينا به الحياة

.هذا كله مألوف ومعتاد.. إلى أن يحدث شئ يغير هذا النمط…يبدأ ضميرك فى مساءلتك ..وتدرك أنك توقفت عن النمو وأنك جعلت خوفك هو المسيطر على اللعبة

.إنها تجربة سيئة للمشاعر حين تدرك أنك استسلمت عقليا للخوف والشك والقلق وظروف الحياة التى تمنعك من الوصول إلى أفضل نسخة من نفسك وتعوقك عن نيل مكافآت الحياة لكل من صبر وثابر

وحين تدرك كل هذا تجد أنك فى حاجة إلى خطوات عملية تستطيع اتخاذها فورا لإعطاء حياتك دفعة كبيرة فى الاتجاه الصحيح وتأخذ الطريق الصعب..طريق تجاوز التحديات وتوسيع حدود قدراتك لتستطيع قبول المسؤولية عن تغيير حياتك للأفضل

إن تطبيق أيا من هذه الاستراتيجيات المذكورة هنا سيساعدك على تجاوز الخوف وتحقيق المزيد مما تتمنى فى الحياة

1- ما هو شعارك فى الحياة

الاستراتيجية الأولى  لكى تكتسب الشجاعة لحفظ القرآن الكريم

يقول عنترة بن شداد

وَاِختَر لِنَفسِكَ مَنزِلاً تَعلو بِهِ

أَو مُت كَريماً تَحتَ ظُلِّ القَسطَلِ

إن هذا البيت من الشعر يستحق أن يكون شعارا فى الحياة..إذ يقول عنترة فيه أن الإنسان ينبغى أن يختار لنفسه عالى المنازل ولا يتنازل عن ذلك وأن الأكرم له أن يموت تحت ظل القسطل وهو الغبار الساطع فى الحرب يظلل على المقاتلين من كثرته وكثافته من أن يترك هذا المنزل العالى الذى اختاره لنفسه دون قتال لنيل هذا المنزل العالى

.لا عجب أننا لا زلنا نذكر عنترة بعد كل هذه السنين لأنه اختار لنفسه عالى المنازل فمن الصعب أن ينسى من الذكر

. ويروى لنا التاريخ من بطولات الصحابة ما يعجز المرء معه من اتخاذ أى عذر لنفسه .أنظر إلى قصة سيدنا البراء بن مالك كمثال

شعار البراء بن مالك

يروى عن الصحابى الجليل البراء ابن مالك أنه طلب من المسلمين فى معركة الحديقة أشد معارك حروب المرتدين فى اليمامة أن يرفعوه على ظهر ترس ويقذفوا به فى حديقة الموت لكى يستطيع أن يفتح لهم الباب

وبالفعل قاتل بعد أن قذفوه داخل الحديقة بناءا على طلبه حتى استطاع ان يفتح لهم الباب فوجدوا به بعد انتهاء المعركة أكثر من ثمانين جرحا تحملها كلها ليفتح باب النصر للمسلمين

وفى موقعة تستر من مواقع فتح بلاد الفرس أمسك رضوان الله عليه كلابا ساخنا لدرجة الاحمرار بيديه العاريتين كى ينقذ أخوه من موت محقق حتى أن لحم يديه تساقط وكشفت عظامه إلا أنه لم يتراجع حتى أنقذ أخاه رغم كل شئ

وهو رضي الله عنه كان شديد الإقدام حتى قيل: إن عمر بن الخطاب كتب إلى أمراء الجيش لا تستعملوا البراء على جيش، فإنه مهلكة من المهالك يقدم بهم، وقد اشتهر عنه أن قتل في حروبه مائة نفس من الشجعان مبارزة، وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كم ضعيف متضعف ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره، منهم البراء بن مالك” أخرجه الحاكم، وصححه ووافقه الذهبي من حديث أخيه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك رضي الله عنه.

فهل تدرك معى المحرك الذى حرك هذه النفس لكل هذا الإقدام

إن السيرة الذاتية الذاتية لسيدنا البراء تخبرنا أن شعاره فى الحياة” أنا أفعل الأشياء الصعبة ” . وبتقريره رضوان الله عليه أن يفعل الأشياء الصعبة كان مثالا يحتذى رغم ضعف بنيته الواضح والذى ذكره صلى الله عليه وسلم فى الحديث

لقد ساعده شعاره على الخوض فى غمار المجهول برغم  الخوف الذى هو غريزة داخل كل إنسان

إن فعل الأشياء الصعبة كان حرفيا هو جزء من تعريفه الذاتى لنفسه رضوان الله عليه الأمر الذى جعله يحقق للإسلام والمسلمين كل هذه البطولات

إنه شعارك فى الحياة هو الذى يحرك فيك الأفعال التى توصلك إلى قمم الجبال

السؤال الأهم هو: ما هو الشعار الذى تستطيع اختياره لنفسك لكى تستطيع أن تواجه الحياة كل يوم بكل تحدياتها وتقول لها لن تزحزحينى عن غاياتى وأهدافى؟

الشئ الذى لا يصدق هو أنك بتكرار فعل الأشياء التى تخيفك أكثر من غيرها فإن هذا يحفز إفراز هرمون الاندورفين فى المخ وهو هرمون السعادة الذى يضبط بوصلتك للنجاح فى التحدى التالى فى الحياة.

ولأنه أصبح جزءا من تعريفك لنفسك أنك تفعل الأشياء الصعبة فإن الأمر يصبح عادة خاصة إذا احتفلت بانتصاراتك الصغيرة كل يوم فإنك تدعم السلوك الأمر الذى يدفع المخ باستمرار للبحث عن فرص جديدة لدفع قاربك إلى أعالى البحار

وكنتيجة حتمية ستبحر سفينة حياتك بعيداعن الخوف راحلة تجاه مشاعر القدرة على تحمل المسؤولية وستدهش من نفسك حين تبدأ فى البحث عن التزامات جديدة تلتزم بها لتحقيق مستوى أعلى من النجاح

ودائما تذكر هذا

المكافأة الأكبر تختفى خلف أكثر باب تخاف فتحه.

وهذه كانت أول استراتيجية لكى تكتسب الشجاعة لحفظ القرآن الكريم

2- تحمل المسؤولية الذاتية

الاستراتيجية الثانية  لكى تكتسب الشجاعة لحفظ القرآن الكريم

وبالحديث عن المسؤولية فإنها كلها تبدأ منك أنت

لا أحد يستطيع إجبارك على شعور ما مهما بدا حقيقيا لكنه اختيارك أنت أن تقبل هذه المشاعر كحقيقة واقعة

والطريقة المثلى للتعامل مع هذا هو أن تأخذ المسؤولية الذاتية عن كل شئ يحدث فى حياتك

وهذا يعنى أن مستوى تحضيرك لحفظ صفحة من القرآن أو تحديد موعد يومى ثابت للحفظ أو الابتعاد عن المشتتات أثناء جلسة الحفظ هى كلها مسؤوليتك الذاتية

عندما تقترب من أى موقف فى حياتك بعقلية المسؤولية الذاتية فإن هذا يحول الطاقة الداخلية وشعلات حماسك واتجاهك إلى التغيير للأفضل دائما

على سبيل المثال إذا كنتى تلومين أطفالك ومشاغل البيت على وقتك الذى لا تقضينه مع المصحف وتلومين زوجك على أنه لا يدع لك فرصة للحفظ وتطوين صدرك على مشاعر الخذلان والغضب فإنك تلقائيا تفقدين الفرصة لبناء الثقة النفسية الصلبة التى تأتى من معرفتك الداخلية بأن الأمر كله يبدأ منك

وخبرة كهذه لا ينبغى أن تفوتيها كمصدر للطاقة لا كساحب منها

باختيارك بدلا من ذلك بأن تركزى على ما يمكنك فعله وعلى سلوكك فى التعامل مع التحدى رغم الصعوبات فإنك تضعين قطار النجاح على القضبان الصحيح

وحين تأخذين هذا المسار فستبدئين فى الاستيقاظ باكرا بشغف لانهاء احتياجاتك بدلا من التذمر لأنك مضطرة للاستيقاظ باكرا وستبدئين فى توجيه طاقتك تجاه الفرص التى أمامك وهذا سيغير قواعد اللعبة تماما

بدلا من (الاضطرار للعمل) فإنك تقومين بفعل أفضل ما يمكنك فعلا بشكل يومى فتجدين البيت منظما ومهندما ونفسيتك أكثر راحة وهذا سينعكس على علاقتك بأطفالك وزوجك فتجدى زوجك قد بدأ  فى تقدير ما تفعلين وهذا سيخفف الضغط عنك ويعطيكى القوة الدافعة والتركيز التى تتمنين لاستمرار الحفظ

وبالحديث عن التركيز فإن هذا هو محور حديثنا التالى

وهذه كانت ثانى استراتيجية لكى تكتسب الشجاعة لحفظ القرآن الكريم

3- إبدأ بالصعب أولا

الاستراتيجية الثالثة  لكى تكتسب الشجاعة لحفظ القرآن الكريم

عندما تبدأ بالصعب فإنك تزيحه من طريقك مبكرا

تستيقظ لتذهب إلى عمل تمارينك الرياضية أولا أو انهاء العرض التقديمى المطلوب منك للعمل أو ترسل هذا الايميل الصعب أو انهاء المحادثة التى تردددت كثيرا فى خوضها من الآخر انت تبدأ فى الحركة وتبدأ فى الفعل

عندما ترى نفسك تبدأ فى العمل على الأشيء التى تخيفك واضعا يديك فى الواجبات والأدوار الخارجة عن منطقة راحتك فانك ترى نفسك أنك تحترم وتقدر كل شئ عنك

والقطعة التالية هى السحر ذاته وهو ما يترجم كل هذه المجهودات إلى تقدم سريع وثقة عميقة بالنفس

وهو الثقة الذاتية

الثقة الذاتية هى أمر كبير وهو مهم جدا أن تحفظ الالتزامات التى قطعتها لنفسك بكل سبيل

بفعل ما تقول وبالوفاء بالوعود التى قطعتها لنفسك فإن هذا يزيد الثقة الذاتية وكنتيجة حتمية ايمانك بنفسك سيقوم بالباقى

بفعل الأشياء الصعبة أولابشكل يومى وبإزالتها من طريقك فإن هذا هو نجاح لذاتك وستجد نفسك تحقق المزيد والمزيد

وهذه كانت ثالث استراتيجية لكى تكتسب الشجاعة لحفظ القرآن الكريم

4- اختر أن تمشى مع الأسود

الاستراتيجية الرابعة  لكى تكتسب الشجاعة لحفظ القرآن الكريم

دائما أحط نفسك بمن يعطيك القوة ويبنى نفسك ويراك أفضل مما ترى نفسك

لأنك إذا وجدت نفسك دائما مشدودا لأسفل مقيد من الآخرين وتمتص الطاقة السلبية من الناس الذين هم نفسهم ضحية لعقلية الحدود المحدودة والنقص والمشاكل فستكون دائما فى حالة سيئة

خلى بالك من تقضى وقتك معه خاصة إذا كنت تجد أنك بدأت تخاف المسؤولية فهذه علامة كبرى على أنك محتاج أن تحمى دائرتك الداخلية بشدة لأنهم ممكن يعملوا ضرر أكتر من الفائدة

هذه مسؤوليتك أن تجد وتختار بحرص من يقتربون من دائرة تنفسك

الحياة غالبا ما تجرفنا إلى مشغوليات جديدة أفكار قديمة عادات حاولنا تغييرهافمهم جدا أن تحيط نفسك بمن يحفظ اتجاهك

ستجد أنه حين تقوم بتطوير بيئتك خاصة الذين تسمح لهم بالتأثير عليك يوميا ستجد فيضانا من الطاقة الجديدة منبعثة فيكوعندما يحدث هذا تمسك به جيداوتشبث به بالنواجذ

وحين تجد نفسك مليئا بالطاقة ستكون أكثر ثقة وسلاما نفسياحين تتواجد مع أناس معينة فإن هذا يقول لك شيئالا تخف من اتباع حدسك وإجراء بعض التغييرات

بكل الذى قلناه فإن تجاوز مخاوفك سيعطيك القدرة على فعل الكثير فى الحياة مع عمل مجهود واعى للمعرفة والتغيير للأفضل واتخاذ خطوات لتكمل السفينة طريقها لتحقيق أفضل نسخة ذاتية منك

Share on email
Email
Share on linkedin
LinkedIn
Share on twitter
Twitter
Share on facebook
Facebook

اترك تعليقاً