ما سبب شعورك بالجهد أثناء حفظ القران الكريم؟ يعد حفظ كتاب الله عز وجل شرف كبير ومرتبة عظيمة لا ينالها الكسولين وضعاف الهمم، ومن اجل الوصول للمرتبة العظيمة يجب السعي وبذل مزيد من الجهد، كما أن بقراءة القران فقط تحصل على الاجر والثواب، وعندما تقوم بحفظه ستحصل على أجر مضاعف لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” مثل الذي يقرأ القرآن، وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ، وهو يتعاهده، وهو عليه شديد فله أجران” فيجب بذل قصارى جهدك وعدم التكاسل في حفظ القران الكريم.
تعريف القران الكريم
القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المُنزل على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم، المعجز بلفظه، المتعبّد بتلاوته، المبدوء بسورة الفاتحة، والمختوم بسورة الناس، المكتوب في المصاحف، والمنقول إلينا بالتواتر.
حيث يقصد بالمعجز أي المعجزة الخالدة التي نصر وأيد الله عز وجل بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،ويقصد بالمنزل أي أنزله الله سبحانه وتعالى على سيدنا محمد بواسطة الملك جبريل لقول الله تعالى ” وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ” ، كما يقصد المعبد بتلاوته أي انه من العبادات التي يتقرب بها المسلم الى ربه، ويحصل مقابلها على الاجر والثواب العظيم، ويقصد بالمنقول بالتواتر أي نقله من جمع الى جمع يستحيل اتفاقهم على الكذب، فتلقاه الصحابة رضي الله عنهم من النبي مشافهة، ونقله الصحابة الى التابعين من بعدهم، كما نقله التابعين الى الذين أتوا بعدهم وهكذا، وكانوا يلتزمون الصدق والدقة في النقل.
للقران الكريم اسماء عديدة منها :
الكتاب لقوله تعالى ” حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ”
الفرقان لقوله تعالى ” تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ”
الذكر لقوله تعالى ” وَهَٰذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ ۚ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ”
النور لقوله تعالى ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا”
التنزيل لقوله تعالى “وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ”
فوائد حفظ القران الكريم
- اتباع سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، فحفظ القران من السنن المتبعة عن النبي.
- خاصية لجميع الامة الاسلامية وشعار لها.
- كما أن حفظ القران الكريم خير من الدنيا وما فيها، فمتاع الدنيا زائل كما قال الرسول ” أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع ومن أعدادهن من الإبل”
- ينجي صاحبه من النار ويشفع له يوم القيامة ” و جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق “
- يرفع صاحبه درجة في الأخرة، كما يجعله في منزلة الملائكة والصديقين.
- التكريم والاجلال في الدنيا والاخرة، في الاخرة يلبسه الله تاج الكرامة، وفي الدنيا يحترمه ويقدره جميع الناس.
- حافظ القران يكون من أهل الله وخاصته كما جاء عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
- الحافظ لكتاب الله هو اولى بأن يأم بالمصلين بالمسجد او في البيت ” يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله”
- حافظ القران يشفع يوم القيامة لاهله وأصحابه وأحبابه كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه “
- القران الكريم يحصن حافظه ويحميه من الامراض النفسية والجسدية والعقلية ” وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارا”
- حافظ القران يكون أفصح الناس وأبلغهم، لأن القران هو لغة البيان والفصاحة، كما ان حافظ القران له قدرة على الجذب والاقناع.
ما سبب شعورك بالجهد أثناء حفظ القران الكريم
أداب تلاوة القران الكريم
يجب ان يتحلى المسلم ببعض الأداب ومن أهمها ما يلي:
اخلاص النية لله عز وجل، مثال ذلك ان يقول المسلم نويت قراءة القران ابتغاء الاجر والثواب، فاذا كان الهدف من حفظ القران المدح والرياء فيكون غير مخلصا لقول الله تعالى ” وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ” وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” مَن تعلَّمَ علمًا مِمَّا يُبتَغى بِهِ وجهُ اللَّهِ، لا يتعلَّمُهُ إلَّا ليُصيبَ بِهِ عرضًا منَ الدُّنيا، لم يجِدْ عَرفَ الجنَّةِ يومَ القِيامَةِ يَعني ريحَها”
الطهارة، فمن اقبل على قراءة القران وهو غير طاهر فقد فعل شيئا مكروها، وذلك لأنه من المستحب ان يكون المسلم على طهارة.
اختيار مكان نظيف وطاهر يليق بعظمة كتاب الله عز وجل، فالمسجد أعظم مكان لقراءة القران الكريم.
استقبال القبلة من الأمور المستحبة عند قراءة القران الكريم، فكلما كان المسلم مستقبلا للقبلة كلما كان أكثر سكينة وخشوعا.
تجويد وترتيل القران، وذلك لان الترتيل يقود الى الخشوع.
تلاوة القران بصوت متوسط، لا هو مرتفع ولا منخفض، فيجب ان يكون معتدل ومسموع، “اعتكف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ فاتُّخِذ له فيه بيتٌ من سعفٍ قال فأخرج رأسَه ذاتَ يومٍ فقال إن المصليَ يناجي ربَّه عزَّ وجلَّ فلينظرْ أحدُكم بما يناجي ربَّه ولا يجهرْ بعضُكم على بعضٍ بالقراءةِ”
التعوذ بالله من الشيطان الرجيم قبل الشروع بالقراءة “فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللَّـهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ”
تجنب قراءة القران حال الشعور بالتعب والارهاق، أو النعاس “إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فاسْتَعْجَمَ القُرْآنُ علَى لِسانِهِ، فَلَمْ يَدْرِ ما يقولُ، فَلْيَضْطَجِعْ”
قراءة القران بأحكام التجويد بالإضافة الى مراعاة صفات الحروف، ومَخارجها، والإدغام، والإخفاء، والإظهار، والإقلاب، وغيرها من أحكام التجويد الاخرى.
أن يترك الانشغال بالأمور الاخرى، ويوصل قراءة القران ولا يقطعها الا عندما ينتهي.
تدبر الايات والنظر في معانيها وأخذ العبرة بالإضافة الى العظة منها .
البكاء من خشية الله ” وَيَخِرّونَ لِلأَذقانِ يَبكونَ وَيَزيدُهُم خُشوعًا” ، وان لم تستطع البكاء فتباكى.
السجود عند المرور بمواضع بها سجدات.
قراءة القران في وضعية الجلوس، كما يجوز قرائته في وضعيات اخرى لكن أفضلها الجلوس.
التغني بالقران وقرائته بصوت عذب وجميل لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” ليسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بالقُرْآنِ”
قراءة القران مرتبا بترتيب المصحف، وعدم الاستعجال في قرائته، بالإضافة الى الامتناع عن الضحك واللغط والحديث الجانبي خلال القراءة.
أقرأ المزيد.. كيف تستمر على الورد اليومي للقرآن
نصائح ذهبية لحفظ القران الكريم
اختر صديقا صالحا يحفظ معك القران، فهذا سيحفزك ويشجعك أكثر.
اختر أفضل مكان وأنسب وقت لحفظ القران، حيثما المكان والزمان من العوامل المهمة جدا.
كرر الأية التي تحفظها والسورة عدة مرات حتى ترسخ في ذهنك، وقم بمراجعتها قبل الخلود الى النوم للحد من نسيانها.
فكر في الثواب والأجر العظيم الذي سيناله حافظ القران، وفكر في الجنة وخيراتها.
التحق بحلقات التحفيظ في المسجد، فهذا يعينك أكثر على الحفظ.
وبهذا نكون قد انتهينا من المقال بعنوان ما سبب شعورك بالجهد أثناء حفظ القران الكريم، أتمنى أن تكون قد استفدت، أسال الله لنا ولكم الصلاح والثبات، وأن يعيننا على حفظ القران جميعا.
