fbpx

لماذا تتكاسل في حفظ القرآن الكريم

لماذا تتكاسل في حفظ القرآن الكريم ؟ القرآن هو شفاء لما في الصدور، وهذا الكتاب المبارك أعظم نعمة منّ الله علينا، فهناك الكثير يرغب في الحفظ ولكن يشعر بصعوبة أو يتكاسل عن الحفظ، فاعلم أن هذا القرآن يسره الله على من صدق وأخلص النية لله، ففي هذا المقال من موقع قرآن لكل العائلة سوف نتعرف على أسباب التكاسل، وكيفية التغلب على هذه المشكلة.

القرآن غذاء الروح

أخي الكريم وأختي الكريم هل نستطيع أن نستغني عن الطعام والشراب؟ لا شك أنه لا يمكن أن سنتغنى عنهما فهما غذاء للجسد.

فهل تعلم ما هو غذاء الروح؟ ألا وهو القرآن العظيم، وهذا ليس كلامنا، هذا كلام رب العالمين فقد قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾[يونس:57].

فهذا أكبر دليل على أن القرآن مهم في حياتنا، فهو الذي ينقينا ويطهرنا من ذنوبنا ما ظهر منها وما بطن، وهو هدى ورحمة.

بل القرآن هو دستور المسلم الذي يبتغي رضا الرحمن والفوز بالفردوس الأعلى، فهل بعد ذلك نتكاسل عن الحفظ أو تلاوته؟!

فاعلم جيدًا أن جسد كما يحتاج إلى المأكل والمشرب، فإن روحك تحتاج إلى القرآن وذكر الله، حتى تطهر وتزكى.

فعندما يشعر الشخص بقيمة هذا الكتاب، وقوة تأثيره على القلوب، فإنه لا يستطيع أن يتكاسل بعد ذلك ولا يستغنى عنه.

لماذا تتكاسل في حفظ القرآن الكريم
لماذا تتكاسل في حفظ القرآن الكريم

لماذا تتكاسل في حفظ القرآن الكريم ؟

الذنوب والمعاصي كفيلة أن تكون المانع من حفظك لكتاب الله، فإن المعاصي كانت سببًا في الختم على القلوب وعدم الشعور بلذة الطاعات، فقال ابن القيم فيما معناه: أن من آثار الذنوب هو حرمان العلم، فالعلم عبارة عن نور يقذفه الله تعالى في القلوب، فتأتي المعاصي وتطفئ هذا النور.

أيضًا الإنسان الذي يجعل همه الدنيا وكيفية العيش فيها وينشغل فيها ليل نهار، فهذا كفيل بأن يمنعه من حفظ القرآن؛ لأنه مشغول وليس لديه الوقت الكافي الذي يستطيع من خلاله الجلوس والاستمتاع بحفظ كلام الله.

الإنسان من طبيعته أن يستعجل الأمور فقال الله تعالى: ﴿وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولًا﴾[الإسراء:11]، فيريد أن يحفظ القرآن بسرعة، وإذا طالت المدة أصابه اليأس والملل، فيترك الحفظ نهائيًا، فالقرآن يحتاج منّا أن نفني عمرنا في حفظه ولا نستعجل.

أهم الأمور كذلك التي تجعل الإنسان يسأل نفسه لماذا تتكاسل في حفظ القرآن الكريم هو عدم وجود الهمة والإرادة، فكلما كانت إرادتك قوية سوف تقتحم كل شيء صعب، حتى تحفظ كتاب الله على الوجه الذي يرضيه، فقد قال الله تعالى: ﴿خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ﴾[مريم:12].

كذلك من الأمور التي تيسر لك مصاعب الحياة، وتساعدك على فعل الطاعات حتى إن كانت شاقة عليك هي الاستعانة بالله العظيم، فاستعن بالله في حفظ القرآن فهو كفيل أن يفتح عليك ويبارك في وقتك وعمرك، فقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾[القمر:17].

علاج التكاسل في حفظ القرآن

هناك العديد من الأمور التي تؤدي للتكاسل في حفظ القرآن، ومن أهمها ضعف الهمة وهذا لأهميتها، حيث تعتبر الهمة هي القوة والدافع التي تدفع الإنسان إلى فعل الشيء مهما كانت صعوبته.

هل عرفت الآن الجواب على سؤال لماذا تتكاسل في حفظ القرآن الكريم؟ لأن همتك ضعيفة، وضعفك هذا بسبب الشهوات والشبهات والذنوب كما ذكرنا من قبل.

فالقرآن أغلى شيء يرجى أن نبذل فيه كل طاقتنا، فالوقت الذي تمكثه في الحفظ وتدبر معاني القرآن، سوف يعود عليك بالبركة في حياتك الشخصية وفي كل أمورك.

فمن علاج ضعف الهمة عليك أن تتضرع إلى الملك، وتدعوه سبحانه وتعالى في صلاتك وفي أوقات الاستجابة وفي الثلث الأخير من الليل، بأن يعينك على حفظ كتابه ويرزقك فهمه والعمل به.

أيضًا عليك أن تجبر نفسك وتعودها على تحديد جزء من القرآن لتلاوته أو حفظه، فداوم حتى ولو بربع يوميًا، ومع الاستمرارية وصدق النية، سوف يفتح الله عليك.

عليك المداومة على أذكار المساء والصباح والنوم، والذكر المطلق، فهذا وسائل تعينك على انشراح الصدر وطلاقة اللسان بذكر الله.

كذلك المداومة على الاستغفار فسوف ترى العجب، فالاستغفار يجلي القلوب من الذنوب التي علقت فيه، ويأتي بالخير الكثير فقال تعالى: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾ [نوح:12:11:10].

الحرص على الصحبة الصالحة التي تعينك على هذا الطريق، وخير معين على حفظ كتاب الله، فنحن في زمن كثر الفتن والشبهات، والصحبة لها تأثير كبير جدًا على النفوس ورفع الهمة.

اخترنا لك من موقعنا…10 افكار ايجابية تساعدك في حفظ القرآن الكريم

نصائح غالية في حفظ القرآن الكريم

هناك أمور تجعلك بإذن الله تحفظ القرآن بشكل جيد:

عليك أن تحافظ على مصحف واحد أثناء الحفظ حتى الخاتمة.

قبل أن تحفظ عليك أن تستمع للآيات من القُراء المشهورين، حتى تحفظ جيدًا بدون أخطاء.

ثم تبدأ بعد ذلك في تقسيم الآيات إلى مقاطع حتى يسهل عليك الحفظ.

بعد ذلك تبدأ في قراءة الآيات تفسيرها من كتب التفاسير الميسرة، فهذا أفضل شيء يساعدك على الحفظ وفهم كتاب الله.

عليك أن تقرأ الآيات التي تم حفظها بشكل جيد أثناء سنن الصلاة وقيام الليل.

يجب أن تشارك في إحدى حلقات الحفظ في المسجد، أو عبر الإنترنت فهذا من نعم الله علينا أنه يسر لنا حفظ القرآن ونحن في بيوتنا.

المحافظة على ورد المراجعة والتكرار فهذا خير معين على تثبيت الحفظ وترسيخه.

لماذا تتكاسل في حفظ القرآن الكريم
لماذا تتكاسل في حفظ القرآن الكريم

فضل حفظ القرآن الكريم

القرآن فضله عظيم وخيره كثير فـ لماذا تتكاسل في حفظ القرآن الكريم ؟ وقد بين لنا نبينا صلى الله عليه وسلم فضل وعظمة كتاب الله تعالى في عدة أحاديث وهي الآتي:

القرآن ينجي صاحبه من النار فقال صلى الله عليه وسلم…

وجعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق » رواه أحمد.

يشفع القرآن لأهله يوم القيامة وكذلك لحفاظه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم…

اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه“.

حفظك لكتاب الله يرفعك الدرجات، كما قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: يقال لصاحب القرآن…

اقرأ وارقَ، ورتّل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها ».

عندما تحفظ كتاب الله، فإنك تستحق الاحترام والتكريم، هذا كما قاله النبي عليه أفضل الصلاة والسلام…

إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه“.

بحفظك للقرآن سوف يرفعك الله في الدنيا قبل الآخرة، كما قال صلى الله عليه وسلم…

إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين“.

بحفظك القرآن تكون من أهل الله وخاصته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم…

إِنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ.

تلاوة القرآن تجلب لك الحسنات فقال النبي عليه الصلاة والسلام…

من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها“.

تلاوة وحفظ القرآن خير ما في الدنيا وما فيها، فقد جاء في الحديث…

أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع ومن أعدادهن من الإبل ».

فقد انتهى حديثنا الشيق عن القرآن ووضحنا أسباب لماذا تتكاسل في حفظ القرآن الكريم ووضعنا علاج ذلك التكاسل، ونصائح مهمة تعينك على الحفظ، كما وضحنا فضل القرآن العظيم من خلال الأحاديث النبوية، فهذا دافع قوي يجعلنا نسعى ونجتهد في حفظه وتلاوته، فنرجو أن ينال رضاءكم وإعجابكم.

Share on email
Email
Share on linkedin
LinkedIn
Share on twitter
Twitter
Share on facebook
Facebook

اترك تعليقاً