كيف تنظم وقتك في حفظ القرآن الكريم ؟ وقتنا كنز يجب أن نحافظ عليه ونشغله فيما يرضي الله تعالى، وأفضل الأشياء بل أعظمها هو كتاب الله أن نمكث عليه ليلًا ونهارًا لنتعلم ديننا وفق منهج رباني، فدعونا نتعرف سويًا في هذا المقال نصائح لتنظيم الوقت حتى نحفظ القرآن الكريم.

وللتعرف على المزيد زوروا قرآن لكل عائلة…

كيف تنظم وقتك في حفظ القرآن الكريم

المسلم التقي هو الذي يشعر بقيمة الوقت في استغلاله على أكمل وجه، ما بين الذكر وتلاوة القرآن وسماع الدروس الذي تشحن القلوب.

فالعمر يمر بنا ونحن في غفلة، وخصوصًا في هذا الزمن الذي كثر فيه الفتن والشبهات والشهوات.

فقبل أن تبحث وتسأل عن كيف تنظم وقتك في حفظ القرآن الكريم، استعن بالله تعالى وتوكل عليه وافتقر إليه وادعوه.

فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾[الفاتحة:5]، فلا بد أن نتأكد من شيء مهم جدًا، أننا نحتاج العون من الله قبل أن نفعل العبادة.

فمسألة تنظيم الوقت لحفظ كتاب الله لا تكون مقتصرة على نظام واحد يناسب جميع الناس، بكل كل فرد له ظروفه الخاصة.

فيمكن نظام يناسب شخص ولا يناسب الآخر، فلذلك عليك أن تنظم وقتك على حسب طبيعة حياتك سواء المهنية أو التعليمية.

وكذلك لا بد أن تستغل كل وقت فراغ يمر عليك ما بين الحفظ أو المراجعة، فأنت بذلك تحفظ القرآن بسهولة ولا تجد صعوبة، بل وتثبته في قلبك مثل الفاتحة.

كيف أركز في حفظ القرآن

عملية التركيز في حفظ القرآن ليس صعبة، ولكنها سهلة على من سهل الله له حفظ كتابه.

فالله يعلم ما في الصدور، فإذا وجد الله صدق نيتك في الحفظ، وترغب أن تحفظ القرآن ويكون دستور حياتك.

وليس غرضك السمعة والرياء، وأن تتباهي أمام الناس أنك حافظ أو حامل لكتاب الله، فسوف يسهل عليك الطريق وييسره لك.

فقد قال تعالى : ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾[القمر:17]، فلا تعجز مهما قابلتك عقوبات الطريق، فالله سوف يعينك.

كيف تنظم وقتك في حفظ القرآن الكريم فمن خلال الصلوات الخمس يمكن أن تحفظ ما تشاء، فما بين الظهر والعصر حدد حفظ أو مراجعة.

كذلك ما بين المغرب والعشاء، أو ما بين الفجر والشروق، فاستغل هذه الأوقات، وحتمًا سوف تجد البركة واليُسر.

أيضًا عندما تبدأ في وضع جدول معين يجمع الحفظ والمراجعة، فيجب أن يكون الجدول مرن، حتى تستطيع أن تغير فيه بعض الشيء إذا لزم الأمر.

هناك حديث قاله الرسول صلى الله عليه وسلم وهو  “أحب الأعمال إلى الله أدومها، وإن قلّ”، فمعنى ذلك لا تقل قليل جدًا أحفظ آية واحدة، لا بد أن أحفظ صفحة كاملة.

فبعد ذلك سوف تجد نفسك تترك الحفظ نهائيًا لأنه ثقل عليك، فابدأ بآية واحدة أو آيتين واستمر عليهما وهذا معنى الحديث.

إن المسلم الذي يعمل الطاعات حتى ولو قليلة أفضل ممن يفعل الكثير من العبادات، ويترك كل شيء مرة واحدة.

تعرف على…كيف تحفظ القرآن الكريم اثناء عطلتك

نصائح ذهبية لحفظ القرآن

القرآن هو البلسم الذي يداوي القلوب، فأعظم نعمة منّ الله علينا بها إنزال كتابه العظيم، ليكون نور نسير به في الطريق، حتى لا نتعثر في ظلمات الشرك والبدع.

فمن النصائح التي تساعدك بإذن الله كيف تنظم وقتك في حفظ القرآن الكريم الإخلاص، أن يكون حفظ لكتاب الله ابتغاء مرضاته.

عليك أن تختار الوقت المناسب للحفظ، فلا شك أن أفضل وقت للحفظ بعد صلاة الفجر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم بارك لأمتي في بكورها“.

فعندما تصلي الفجر وتقول أذكار الصباح، وتبدأ في الحفظ بعد ذلك فماذا تتوقع أثناء يومك؟ فتذكر قول النبي، فسوف ترى البركة والهدوء النفسي والتيسير في جميع أمورك.

عليك أيضًا أن تختار مكان مناسب يكون بعيدًا عن الضوضاء، حتى تستطيع أن تحفظ بتركيز دون تشتت.

أثناء الحفظ حافظ على نسخة من المصحف تكون ثابتة معك حتى تختم بإذن الله، لأن العين تحفظ كما يحفظ اللسان.

أيضًا من أهم الأمور التي تعينك على الحفظ بكل سهولة وهو تفسير الآيات قبل أن تحفظها، فهذا يعينك على الفهم والتدبر والعمل.

فإن مراد الله تعالى من حفظ كتابه العزيز هو العلم والعمل به، وليس مجرد حفظ فقط دون أن نفعل ما أمرنا به ونبتعد عما نهانا عنه.

عليك أيضًا إذا كنت مبتدئ أن تستمع إلى أحد القراء المشهورين للآيات التي تريد حفظها، حتى تتعلم على الأخطاء ولا تقع فيها، وتحفظ القرآن بشكل جيد وصحيح.

أيضًا لا تيأس ولا تعجز مهما كثر عليك الابتلاءات وضغوطات الحياة، فجاهد واصبر واحتسب الأجر، فسوف تصل إلى مرادك بإذن الله.

كذلك لا بد أن تبحث عن الصحبة الصالحة الذي تعينك على الحفظ، وتأخذ بيدك عندما تعثر في الطريق.

أيضًا يجب عليك أن تصلي النوافل وقيام الليل بمحفوظك، فهذا من وسائل التثبيت، بل وتشعر بالخشوع في الصلاة.

فضل تلاوة وحفظ القرآن

هناك الكثير من الأحاديث التي تبين لنا فضل القرآن على من يحفظه ويتلوه، وهذه الأحاديث تعطي لك دافع لتتعلم كيف تنظم وقتك في حفظ القرآن الكريم.

هل تعلم أن القرآن العظيم سيشفع لك يوم القيامة؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) رواه مسلم. ‏

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن هذا القرآن مأدبة الله، فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله، وهو النور المبين، والشفاء النافع، لمن تمسك به، ونجاة لمن تبعه، ولا يعوج فيقوّم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرد، فاتلوه، فإن الله يأجركم على تلاوته بكلِّ حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول ألم حرف، ولكن ألف عشر، ولام عشر، وميم عشر) رواه الدار قطني.

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يؤتى يوم القيامة بالقران وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران، تحاجان عن صاحبهما) أخرجه البخاري.

قال صلى الله عليه وسلم: (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها) الترمذي.

قال صلى الله عليه وسلم : (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرم البررة، ومثل الذي يقرأ القرآن وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران) متفق عليه.

قال صلى الله عليه وسلم: (لا حسد إلا في اثنين: رجل أتاه الله القران، فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالآ، فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار) أخرجه البخاري.

قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين) أخرجه مسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترُجَّة، ريحها طيب وطعمها طيب (رواه البخاري ومسلم. ‏

وبذلك ينتهي كلامنا الممتع عن كيف تنظم وقتك في حفظ القرآن الكريم، فاستغل كل لحظة من عمرك بل كل ثانية في تلاوة كتاب الله العزيز، فما أجمل أن تمكث مع أعظم كلام في الوجود، فأنت في خير عظيم، وسوف تفوز برضا الله في الدنيا والآخرة.